ما بعد فوز الثائر ترامب..!
يمنات
عبدالخالق النقيب
لست متحمساً لما قد تصنعه آخر مظاهرة احتجاجية وسط أمريكا..!
لم يذعن “ترامب” للمؤسسة الأمريكية وثأر ضدها حتى بلغ الحاجز الأخير ، ثم انتصر جنونه في معركة خاضها بشراسة للوصول إلى البيت الأبيض، وفازت أمريكا بديمقراطيتها التي تجبر العالم على التحديق في مرثونها المثير، حتى اللوبي اليهودي الممتعظ من فوزه يدرك جيداً أنه لا جدوى من إسقاط ترامب عبر تجييش المظاهرات في دولة أسست الديمقراطية وتتقبل صدماتها وهي في كامل لياقتها الروحية.
الكثير من أسماء الزعامات الإمريكية التي نتدرب على حفظها هي لا تعرف أماكن تواجدنا على الخريطة ! غير أنها أمريكا وننتظر ما الذي سيفعله رئيسها الجديد في الحرب التي لازالت تتقدم نحونا ؟! نحتاج لطريقة مختلفة يعتمدها في تحريك ما بقي من هذه الحرب ..؟!
نحن ضحايا ونُقتل يومياً بسلاح أمريكي ويدٍ سعودية ، وكل من يقترب منا سنبتسم في وجهه ، وترامب هذا قاد ثورة ضد مؤسسة استخبارية عتيقة وهزمها .. لقد أفسد على المملكة السعودية الكثير من خططها وتحالفاتها المبرمة ، وللملكة حق في أن ترتعد .. إزاء ما قد ينتظرها ..!
أشعر بحاجة للقاء ترامب ليس لمصافحته بل لأخبره أن قلوبنا معه ..!!
هذا الثري المثير للجدل قدم نفسه بشكل مغاير ، كمدافع عن حقوق الفقراء المهمشين منه ومن دولته ، لقد صمد في مراحل تراكمية معقدة وواجه النخبة من حزبه الجمهوري في الكونغرس ومجلس الشيوخ ، إلى أن فاز بأصوات المحبطين من الأنظمة والسياسات الأمريكية ، وكسر أسطورة الإمبراطوريات الإعلامية الجبارة التي حاربته وقدمت هيلاري كلينتون مرشحة حقيقية تليق بقوة أمريكا، وحظيت بدعاية مجانية حداً جعل خسارتها غير محسوبة ..!!
من يثبت عملياً زيف استطلاعات الرأي وانعدام مصداقيتها ، ثم يحشر ساسة العالم في زاوية الهزيمة الجماعية ، علينا أن نثق بجنونه ، وأن نثق أيضاً بقائمة حساب طويلة أعدها لطغاة آل سعود وهو ينظر إليهم بعين ظافرة ، ويفرك يديه لملاقاتها والتعاطي معها كبئر نفط آيلٍ للزوال لولا حمايته .
الفوز هنا يحمل تفويضاً شعبياً هائلاً لتصريحاته ، المجتمع الإمريكي يعلم أن الرئيس يحمل مفاتيح النووي بيده ..! ولمن يخشى على الإسلام : فإن الصراع الطائفي في المنطقة تكفل بتسديد ضربات موجعة في خاصرة الإسلام ..! ما يعني أن استهدافه من الداخل وليس بحاجة لـ”ترامب”..!
وتبقى على مملكة آل سعود أن تتقاسم معه الثروة أو تتعامل مع “نصف مجنون”، وأن لا تنتظر ترامب إلى أن يخطأ الخطأ الأول ويشق طريقها إلى الزوال ..!!